” قملة بين ظفرين”.. كيف يتفاعل مسلمي الدنمارك مع الجدل حول حوادث حرق المصحف

“قملة بين ظفرين”.. هكذا وصف المتحدث باسم الاتحاد الإسلامي في الدنمارك، عرفان أحمد، وضع مسلمي الدنمارك في النقاش الدائر حول حوادث إحراق نسخ من المصحف الشريف، وجاءت تصريحات عرفان في حديث مع صحيفة البيرلنزكه تناول فيه نظرة مسلمي الدنمارك لمقترح تجريم عمليات حرق المصحف والضغوطات التي تتعرض لها الدنمارك من دول عربية وإسلامية في هذا الملف.

وأكد عرفان في تصريحه للصحيفة أن مسلمي البلاد ينظرون بإيجابية كبيرة نحو رغبة الحكومة بوضع إطار قانوني يمنع تكرار حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف.

وشدد عرفان، الذي يعمل كطبيب في عيادة خاصة، ويترأس جمعية منهاج القرآن، على أن مسلمي الدنمارك يشعرون بإهانة “متسمرة منذ فترة طويلة” عندما يشاهدون هذه الأفعال وبين عرفان أنه بشكل شخصي يستنكر هذه الأفعال بقلبه ويحاول أن يدينها بلسانه كما تأمر تعاليم الإسلام ويكتفي بذلك.

مطالبة بصون حقوق مسلمي الدنمارك

وفي نفس الوقت تسأل عرفان في مقابلته مع الصحيفة عن دور السياسيين الدنماركيين في وقف هذا الأفعال الاستفزازية، حسب تعبيره، وأعرب عن أمله بأن تقوم الأحزاب السياسية بدورها المنوط بها لصون كرامة الأديان والسلم المجتمعي وحقوق جميع المواطنين في البلاد عبر سن التشريعات اللازمة وعدم الاكتفاء فقط بتجريم حرق نسخ من المصحف أمام السفارات الأجنبية.

وأوضح عرفان أن القرآن يحظى بمكانة كبيرة لدى المسلمين ولذلك لا يستطيع المسلمين أن يتجاهلوا هذه الأفعال، ولكنه في نفس الوقت أكد عرفان على أن مسلمي البلاد لن يطالبوا بتجريم نشر رسومات مسيئة للرسول الكريم في المستقبل.

وعن ربط خطوة الحكومة الرامية لمنع حرق نسخ من الصحف بضغوطات خارجية ومخاطر أمنية، عبر عرفان عن أسفه لاستخدام هذه المبررات فقط بدون النظر لمطالب مسلمي الدنمارك وحقوق الأقليات الدينية في البلاد، وشدد على أنه يتفق مع التصريحات التي ترفض تدخل أنظمة شمولية دكتاتورية في كيفية وضع القوانين في الدنمارك، واعتبر أن هذه طريقة خاطئة وتخلق حالة من القلق وعدم الشعور بالأمن لكل مواطني الدنمارك. ووصف موقف مسلمي الدنمارك في الجدل السياسي والإعلامي الدئر أشبه بـ”قملة بين ظفرين”.

وبين عرفان زاهور أحمد أن الاتحاد الإسلامي الدنماركي يعتبر مؤسسة إسلامية جامعة لمسلمي الدنمارك ويضم تحت مظلته 55 ألف مسلم ينتمون لكبرى المؤسسات الإسلامية في البلاد، ويوضح الموقع الالكتروني للاتحاد أنه يضم كل من مؤسسة ديانات التركية ومنهاج القرآن الباكستانية وكذلك الوقف الإسكندنافي في كوبنهاجن وعدد آخر من الجمعيات والمؤسسات. وتمتع كل مؤسسة باستقلالية مالية ولا يعتبر الاتحاد مؤسسة دينية معتمدة.

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد “اتحاد” آخر لمسلمي الدنمارك تحت اسم، الاتحاد الإسلامي في الدنمارك ويضم أيضا في عضويته عدد من الجمعيات والمساجد أغلبها لمسلمين من أصول عربية. وكذلك توجد عشرات الجمعيات والمؤسسات الإسلامية التي تتقسم في أغلبها حسب الأوطان الأصلية للقائمين عليها أو تحمل أسماء ذات علاقة بدول وجمعيات إسلامية دولية مختلفة. ويعيش في الدنمارك حوالي 300 ألف مسلم، يشكل المنحدرون من أصول عربية حوالي 45% منهم.

المحرر

مدير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock