يتعرضون للتهديد بالأسلحة البيضاء والمسدسات… أئمة يتحدثون عن قضايا الطلاق بين مسلمي الدنمارك

دخلت وزيرة المساواة، ماري بياري، في الأيام الأخيرة على خط الجدل السياسي والإعلامي حول ما بات يعرف “بالطلاق الإسلامي” في الدنمارك، حيث شددت بياري في مقابلة صحفية نشرتها جريدة الكرستلي دوبلاديت على أن الحكومة ستعمل خلال الفترة القادمة على تسهيل قواعد حصول النساء المسلمات على الطلاق وبينت أنها ستجريم الزواج من امرأة ثانية بعقد إسلامي وأيضا ستضع بعض التدابير الإضافية التي تعزز من حقوق النساء في عقود الزواج الإسلامية.

وتأتي تصريحات الوزيرة بعد أن سلطت عدة صحف دنماركية خلال الأسابيع الماضية على قضية الطلاق في صفوف المسلمين في الدنمارك، حيث كشفت تقارير مختلفة أن النساء من أصول مسلمة يتعرضن لضغوطات كبيرة من قبل أزواجهن، وأشارت الصحف إلى أن بعض الأزواج يطالبون من زوجاتهم التنازل عن رعاية الأطفال أو حقوقهن في الأملاك المشتركة مقابل توقيع ورقة الطلاق الإسلامي، وهذا ما يضع ممثلي المؤسسات الإسلامية أو ما يعرفهم الإعلام الدنماركية “بالأئمة” أمام معضلة قانونية وأخلاقية واجتماعية وفي بعض الأحيان يجعلهم هدفا للتهديدات بالأسلحة.

مطالبة بإنشاء مجلس طلاق إسلامي مدعوم من الدولة

وفي نفس السياق تحدث الإمام أحمد غرفان من الوقف الإسكندنافي لصحيفة البي تي الدنماركية عن تجربته في هذا المجال وبين غرفان، الذي يعتبر من الأئمة الشباب في الدنمارك، أنه تلقى عدد من رسائل التهديد عبر الهاتف خلال دراسته لبعض قضايا الطلاق وأشار غرفان إلى أن أحد الرجال اقتحم مسجد الوقف الإسكندنافي وهو يحمل سكينا ويسأل: ” من تحدث مع زوجتي”.

وطالب غرفان الحكومة الدنماركية بتوفير الأدوات القانونية اللازمة لكي تستطيع المؤسسات الإسلامية في الدنمارك توفير ما وصفه “بالحماية للنساء الراغبات في الحصول على الطلاق الإسلامي”.  وخلال المقابلة الصحفية التي لاقت انتقادات واسعة من الأحزاب السياسية طرح غرفان فكرة إنشاء مجلس للطلاق الإسلامي مدعوم من الدولة.

وهذه الدعوة ليست بالجديدة حيث عرضها الشيخ المغربي مصطفى الشنضيض قبل حوالي 8 أعوام، ولكن الحكومة الدنماركية رفضتها بشدة في حينه.

تهديد بالسلاح وبرأس ماعز

الشنضيض بدوره أجرى مقابلة مع نفس الصحيفة في نهاية شهر مارس الماضي وأكد أن من وصفهم بالأئمة في الدنمارك يتعرضون لتهديدات من الرجال المسلمين إذا قاموا بالتدخل في قضايا الطلاق وأضاف:” لقد قام رجل في عام 2007 بتهديدي بالقتل وقام بإشهار مسدسا، حدث ذلك في مبنى الوقف الإسكندنافي، حيث كنت أعمل مستشارا شرعيا”.

وأوضح الشنضيض للصحيفة أن الرجال كانوا يعارضون قرارات الأئمة ولا يعتبروها ملزمة لأن الأئمة لا يمثلون جهة قانونية في الدنمارك.

وبين الشنضيض في المقابلة الصحفية أن التهديدات المتكررة أجبرته على ترك بعض قضايا الطلاق خوفا على حياته وأردف قائلاً:” نعم، لقد كنت خائفا وطلبت من المرأة التي ترغب في الحصول على الطلاق بالبحث عن إمام آخر”. 

وبدوره كشف الباحث في جامعة كوبنهاجن يسبر بيترسن لصيحفة بي تي أن أحد الأئمة تعرض للتهديد بطريقة غريبة حيث تم وضع رأس ماعز أمام باب منزله.

ومن الجدير بالذكر أن نسبة الطلاق بين المسلمين في الدنمارك قد شهدت ارتفاعا خلال الأعوام الماضية مما دفع السلطات لتسليط الضوء على هذه الظاهرة حيث صدرت دراسة معمقة في عام 2021 من مركز “Vive” للدراسات الاجتماعية وساهم هذا التقرير في وضع هذه القضية على جدول النقاش السياسي بعد أن أوضح العقبات التي تواجه النساء من أصول إسلامية في عملية الطلاق.  وفي شهر مارس الماضي طالب بعض الباحثين الدنماركين الحكومة بضروة توفير حماية أكبر للنساء المسلمات.

المحرر

مدير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock