محمي: القصة الكاملة.. كتاب تعليمي يفجر جدلا واسعا حول القيم الدنماركية

ملاحظة: الصورة الملحقة بهذا المقال هي صورة غلاف الكتاب التعليمي، وهي صورة تم التقاطها في منطقة النوربرو في العاصمة كوبنهاجن. شهدت الساحة السياسية والإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية جدلا واسعا حول كتاب تعليمي أصدرته دار نشر دنماركية عن علاقة الدنمارك بالشرق الأوسط وجاء الكتاب تحت عنوان:" اللقاءات الثقافية بين الدنمارك والشرق الأوسط – من عصر الفايكينج إلى الحرب ضد الإرهاب". في هذا المقال (المخصص للمتابعين المتفاعلين مع منشوراتنا على الفيسبوك) سنحاول شرح تسلسل الأحداث ونعرض معلومات عن أهم أطراف الجدل السياسي والإعلامي الذي شهد ذروته بعد أن هاجمت رئيسة الوزراء ميتيه فريدريكسن ما جاء في طيات الكتاب. ماذا نعرف عن الكتاب؟ الكتاب يقع في 223 صفحة وهو تعليمي صدر عن دار Frydenlund للنشر في بداية شهر أغسطس/آب الجاري، وكلمة تعليمي تعني أنه يمكن استخدامه في المدارس الدنماركية الثانوية لتقوية معرفة التلاميذ والطلاب بمادتي التاريخ والدين والمواطنة وبحسب كاتبته ودار النشر يتناول ثلاث مواضيع رئيسية هي: علاقة الدنمارك بالشرق الأوسط خلال الألف عام الماضيةكيف يتم الحديث عن الشرق الأوسط في المجتمع الدنماركي.كيف تم تناول اللقاءات الثقافية مع الشرق الأوسط من وجهة النظر الدنماركية. ماذا نعرف عن الكاتبة؟ هي شابة من أصول عربية (يمنية) اسمها إيمان حساني حاصلة على شهادة الماجستير في التاريخ واللغة الإنجليزية وتعمل معلمة في مدرسة ثانوية دنماركية ومراقبة امتحانات غير متفرغة في جامعة كوبنهاجن. من الذي بدأ النقاش حول الكتاب؟ الجدل والنقاش حول الكتاب بدأ بعد أن نشرت صحيفة البيرلنزكه وهي من أكبر الصحف البرجوازية وتتعاطف مع أحزاب اليمين (حزب المحافظين وحزب الفنسترا) عرضا للكتاب بقلم محرر مشهور في الصحيفة، بنت بلودينكو، جاء تحت عنوان " الحرب الثقافية وصلت لمقاعد الدراسة...". الكاتب معروف بآرائه البرجوازية وله تأثير كبير في الساحة الثقافية الدنماركية. التطور الأهم: موقف رئيسة الوزراء فاجأت رئيسة الوزراء، ميتيه فريدريكسن، متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الأحد بتناول قضية الكتاب بشكل حاد وربطه بالنقاش حول القيم الدنماركية الضامنة لصلابة المجتمع. وهذا ما اعتبره بعض المراقبين هجوما كبيرا من أعلى هرم السلطة على كتاب أصدرته دار نشر صغيرة. رئيسة الوزراء تحدثت في منشورها عن" اتباع النسبية في التفضيل بين القيم" واعتبرت أن هذا السلوك هو أهم أسباب تمزق المجتمعات. وانتقدت عدم قيام الكتاب بوصف منفذ هجوم كوبنهاجن بالإرهابي. وبينت رئيسة الوزراء أنها اختارت انتقاد الكتاب بهدف المحافظة على القيم الدنماركية. وسردت رئيسة الوزراء في منشورها بعض المعلومات عن الهجوم الذي حدث في عام ٢٠١٥ في كوبنهاجن وقالت إن الهجوم كان إرهابيا ويرتبط بالأفكار الإسلاموية ونبع مما أسمته المجتمعات الموازية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع. وواصلت رئيسة الوزراء سرد بعض ذكرياتها أعقاب ذللك الهجوم، حيث كانت في حينه تشغل منصب وزيرة العدل، وقالت: من موقعي السياسي في ذلك الحين شاركت في جنازات الضحايا، وكذلك تابعت بحزن مشاهد مشاركة المئات في جنازة منفذ الهجوم وكذلك رفض عدد من طلاب احدى المدارس الثانوية وصف الهجوم بأنه إرهابي". ما هي نقاط النقاش والجدل؟ الكتاب يعرض بعض المعلومات العامة عن الحياة في الشرق الأوسط ويتحدث عن الأقليات الدينية والعرقية وكذلك أهم السمات العامة للمجتمعات العربية، وفي نفس الوقت يتحدث عن أهم التطورات في العلاقة بين العالم العربي والدنمارك والجدل خلال الأيام الماضية تركز على ثلاث نقاط: طريقة شرح الكاتبة لقضية ما يعرف بأزمة الرسومات التي تفجرت عام ٢٠٠٥ بعد أن نشرت صحيفة اليولاندبوسطن الدنماركية ١٢ رسما في ملحقها الثقافي، واعتبرت في حينه عدد من المؤسسات الإسلامية الدنماركية الرسومات مسيئة للإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام – وخصوصا تبعات هذه الأزمة على المسلمين في الدنمارك ودوافع الصحيفة طريقة شرح الكاتبة لتفاصيل حادثة إطلاق النار في كوبنهاجن عام ٢٠١٥ وحادثة إطلاق النار في العاصمة النرويجية أوسلو في عام ٢٠١١. الكتاب حسب النقاد يصف منفذ هجوم أوسلو، أندريس بريفيك، بإرهابي يميني متشدد، ولكنه يكتفي بوصف منفذ هجوم كوبنهاجن، عمر الحسين، بأنه شاب ربما يعاني من اضطرابات نفسية واجتماعية ولا تعرف دوافع قيامه بهذا الهجوم بشكل قاطع الانتقادات تناولت كما جاء في صحيفة البيرلنزكه تركيز الكاتبة على وعد بلفور عند الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي وأنها لم تذكر خطة التقسيم التي عرضتها الأمم المتحدة في عام ١٩٤٧. الانتقادات بينت أيضا بعض الأخطاء في المعلومات التاريخية في قضايا معينة وردت في الكتاب ماذا نعرف عن دار النشر وكيف كان ردها؟ دار Frydenlund للنشر هي شركة خاصة وتعتبر صغيرة نسبيا حيث تم تأسيسها في عام ١٩٩٠ ومقرها الرئيسي في مدينة Frederiksberg. الدار متخصصة في نشر كتب تعليمية والأكاديمية وكذلك بعض الروايات الأدبية والبوليسية. الدار تصدر حوالي ٦٠ كتابا تعليميا للمدارس الثانوية والجامعات والمعاهد التعليمية، وهذا العدد يعتبر كبيرا بالمقارنة مع دور النشر الأخرى. دار النشر اكتفت بنشر بيان صحفي أكدت فيه على أنها تدعم كل ما جاء في الكتاب وأن جميع النقاط تم مراجعتها عبر حوار بين الكاتبة ومحرري دار النشر، وبينت أنها ستقوم بتصحيح بعض الأخطاء التاريخية إذا تم طباعة نسخة جديدة من الكتاب في المستقبل. ملاحظة: هذا المقال مجرد محاولة لتقديم خدمات جديدة لمتابعي موقع نبض الدنمارك، ونرحب بجميع الملاحظات والمقترحات.

محمي: القصة الكاملة.. كتاب تعليمي يفجر جدلا واسعا حول القيم الدنماركية

✏️ مقالات تهمك

اشترك في النشرة البريدية لموقع نبض الدنمارك

المحرر

أقرأ التالي

ملخص أخبار الدنمارك: انتكاسات اقتصادية، تحولات سياسية، وتضامن دولي

عشرات العرب ضمن قائمة المرشحين للجنسية الدنماركية

من وزارة المالية إلى قمة الهرم الإعلامي في الدنمارك.. من هو “بيارنه كوريـدون” المدير الجديد لهيئة الإذاعة الدنماركية؟

آلاف الدنماركيين يقطعون مئات الكيلومترات دعماً لفلسطين

رئيسة الوزراء تؤكد دعم غرينلاند ضد الأطماع الأميركية

وزير الخارجية يبدأ زيارة رسمية لمصر

ملخص أخبار الدنمارك: انتكاسات اقتصادية، تحولات سياسية، وتضامن دولي

عشرات العرب ضمن قائمة المرشحين للجنسية الدنماركية

من وزارة المالية إلى قمة الهرم الإعلامي في الدنمارك.. من هو “بيارنه كوريـدون” المدير الجديد لهيئة الإذاعة الدنماركية؟

آلاف الدنماركيين يقطعون مئات الكيلومترات دعماً لفلسطين

رئيسة الوزراء تؤكد دعم غرينلاند ضد الأطماع الأميركية

وزير الخارجية يبدأ زيارة رسمية لمصر

✏️ مقالات تهمك

اشترك في النشرة البريدية لموقع نبض الدنمارك

أقرأ التالي

ملخص أخبار الدنمارك: انتكاسات اقتصادية، تحولات سياسية، وتضامن دولي

عشرات العرب ضمن قائمة المرشحين للجنسية الدنماركية

من وزارة المالية إلى قمة الهرم الإعلامي في الدنمارك.. من هو “بيارنه كوريـدون” المدير الجديد لهيئة الإذاعة الدنماركية؟

آلاف الدنماركيين يقطعون مئات الكيلومترات دعماً لفلسطين

رئيسة الوزراء تؤكد دعم غرينلاند ضد الأطماع الأميركية

وزير الخارجية يبدأ زيارة رسمية لمصر

زعيم حزب المحافظين يفجر قنبلة سياسية

عرب الدنمارك وثقافة اللامبالاة

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock