ملكة الدنمارك تواجه انتقادات واسعة بسبب تصريحاتها حول البيئة


تعرضت ملكة الدنمارك “مارغريتا الثانية” لموجة من الانتقادات الحادة من وسائل الإعلام الدنماركية ووسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحاتها الأخيرة حول المناخ، في لقاء أجرته معها صحيفة الـ “بوليتيكن” (Politiken) الأسبوع الماضي؛ حيث قالت الملكة بأنها غير مقتنعة تماما، بأن التغيرات المناخية الحالية سببها المباشر هو الإنسان، ودَعَت بنفس الوقت إلى عدم الهلع من تلك الظاهرة. مما دعا نفس الصحيفة للتعليق على تلك المقابلة، بمقال جديد، تحت عنوان: “إذا كان للحماقة بروتوكول، فإن الملكة مارغريتا قد استنفذت حصتها منه لبعض الوقت”

الجانب الخطأ من التاريخ
تبعا لموقع الـ (DR) كان تم التواصل مع القصر الملكي، كمحاولة للحصول على تفسير لتصريحات الملكة، ولكن لم يأتهم أي رد. وقد ورد على نفس الموقع، بأنه قد علَّق خبراء للبيئة على تصريحات الملكة؛ بأنه كان بإمكانها الكف عن الحديث في هذه القضية. وعلى الرغم من اتفاقهم معها، بأن الهلع أمر يجب تجنبه بطبيعة الحال، كونه طريقة سيئة لمعالجة المشاكل، إلا أنهم انتقدوا تقليلها من شأن خطر التقلبات المناخية، وعدم ربط أسبابها مباشرة بالإنسان، مؤكدين على أن السبب المباشر والوحيد لتلك التغيرات هو عصر الصناعة الذي استحدثه الإنسان.

في لقاء على قناة TV2 مع “أوفا إلبيك” (Uffe Elbæk) الكاتب الدنماركي والرئيس السابق لحزب “البديل” (Alternativet) شبَّه فيه الملكة بالرئيس الأميريكي “دونالد ترامب” واصفا إياها، بأنها تقف على الجانب الخطأ من التاريخ، ومع الناس الخطأ تماما، لأنها تشكك بالعلم، وتخلق نوعا من الارباك حول حقيقة مسؤولية الإنسان عن التغيرات المناخية، شأنها شأن “دونالد ترامب”.

هذا وكان قد صرَّح عضو مُستقِل في البرلمان الدنماركي (Sikandar siddique) بأنه يتوجب على القصر الملكي سحب هذه التصريحات لأنها فجّة وغير مسؤولة وتُعتبَر تدَّخلا مُضَّللا في شؤون السياسة. أما “بيا كيارسكورد” (Pia Kjærsgaard) رئيسة البرلمان الدنماركي والرئيسة السابقة لحزب الشعب الدنماركي اليميني (Dansk Folkeparti) فقد أظهرت ابتهاجها بتصريحات الملكة، واصفة إياها بالملكة الأفضل للجميع، وذلك في تغريدة لها على “تويتر”. والجدير بالتنويه؛ بأن قضية “المناخ” كانت قد شكَّلت ضربة قاصمة لتجمع اليمين الدنماركي، وكانت بمثابة القضية الحاسمة في نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة في الدنمارك، لصالح التكتل اليساري.

تصريحات سابقة
في نفس السياق، كانت الملكة في الآونة الأخيرة قد أدلت بأكثر من تصريح مُثير للاستهجان حول البيئة؛ ففي لقاء لها السنة الماضية مع صحيفة (Expressen) السويدية، كانت قد قالت: “في بلد مُترامي الأطراف كالسويد، من الغريب أن يشعر الإنسان بالخجل لمجرد السفر بالطائرة، فالمرء لا يستطيع أن يتنقل بعربة أشغال يدوية، ما بين “مالمو” و “هاباراندا” مثلا. أما أثناء زيارة لها لجزيرة “چرينلاند” (Grønland) فقد صرَّحت بشأن تسارع ذوبان الجليد حول الجزيرة قائلة: “إن الإنسان لا يستطيع أن يغيَّر المناخ، عندما يبدأ المناخ في تغيير نفسه، فالمناخ يتغير في هذه السنوات، وما علينا سوى التعايش مع ذلك، لأن الإنسان لا يستطيع استحضار الجليد، أو أن يأتي بثلَّاجة للإتيان بجليد جديد”. وهذا ما يتناقض كليا مع عدة تصريحات سابقة لها في السنوات الأخيرة، ولاسيما في الخطاب التقليدي لرأس السنة؛ حيث كانت قد حذَّرت من خطورة تداعيات التلَّوث المناخي الناتج عن انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، ودعت الجميع إلى الاعتناء بكوكب الأرض.

الجدير بالذكر، بأن ملكة الدنمارك التي احتفلت بعيد ميلادها الثمانين يوم أمس (الخميس)  كانت قد اعتلت عرش الدنمارك منذ ثمانٍ وأربعين سنة؛ في العام 1972 خلفا لوالدها: الملك “فريدريك التاسع”.

أحمد دلول

كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدنمارك، صدر لي رواية ذات طابع صوفي فلسفي بعنوان "الحج إلى الحياة" كما نُشر لي العديد من الأبحاث والمقالات، في التصوف والأدب والفلسفة.
زر الذهاب إلى الأعلى
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock