الوضع الحالي لوباء فيروس كورونا والتوقعات بخصوص تطوره اللاحق

وفقا للكثير من المؤشرات فإن إنتشار العدوى في الدنمارك قد تباطأ قليلا. لهذا يرى معهد الأمصال التابع للدولة، وبشكل عام، أن ضغط العدوى الآن يبلغ مستوى يمكن عنده تبرير رفع أجزاء من القيود، والبدء في إعادة فتح تدريجي للبلد يتميز بالمسؤولية.

الشكل رقم 2: التوقعات وعدد الذين تم تسجيل إدخالهم  إلى العناية المشددة. الشكل يشير إلى أن المحنى هنا آخذ بتغيير اتجاهه.

عصر يوم الاثنين بث معهد الأمصال التابع للدولة كشفا عن الوضع الحالي لوباء فيروس كورونا والتوقعات بخصوص تطوره اللاحق. ووفقا لما نشره المعهد هناك مبرر للتفاؤل الحذر.

المنحنى المتعلق بالمرضى الذين يُدخلون إلى المستشفى آخذ بالتغير قياسا إلى نموذج الوباء القائم على التطور في المقاطعات الثلاث في شمال إيطاليا، لومبارديا، وفينيتو، وإميليو – رومانيا.

“إذا نظرنا إلى هذا النموذج الذي رسمناه على خلفية الأعداد، نرى أن المنحنى آخذ بتغيير اتجاهه بالنسبة إلى السيناريو الأسوأ، حيث يتطور الوباء مثلما حدث في شمال إيطاليا”، يقول المدير المختص في معهد الدولة للأمصال كوره ميلباك.

الانخفاض يرجع إلى أننا غيرنا سلوكنا

على خلفية التطور قام المعهد بحساب أرقام إعادة الإنتاج المؤثرة. وهذا هو قياس لعدد الأشخاص الذين يمكن لشخص واحد مصاب بعدوى كوفيد-19 نقل العدوى إليهم. ويظهر الشكل الذي نشره المعهد ميلا تنازليا مع مرور الوقت.

“هذا تعبير عن أن الوباء قد أصبح تحت السيطرة في الدنمارك”، يقول كوره ميلباك، ويستطرد:

“نظريا، يمكننا أن نسيطر على الوباء إما لأن المواطنين يكتسبون المناعة، أو لأن ضغط العدوى يتقلص بفضل التغيرات السلوكية، وغير ذلك من أسباب السيطرة على الوباء. في تقديرنا يرجع الانخفاض في الدنمارك إلى قيام الناس بتغيير سلوكاتهم اتباعا للنصائح التي تم تقديمها من قبل السلطات الصحية، وبفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة. نحن ما زلنا في مرحلة مبكرة للغاية في الوباء لا تسمح بالقول بأن المناعة تلعب دورا أساسيا.”

الأمراض الأخرى قلّت أيضا

أن يكون سبب هذا التطور الجيد نسبيا أيضا تغير سلوكاتنا، ففكرة تدعمها حقيقة أننا نلاحظ انخفاضا ملحوظا جدا في حصول الانفلونزا.

“هذا الانخفاض جاء بعد وقت قصير من قيام الدنمارك باتخاذ تدابير الإغلاق. ولأن وقت حضانة الانفلونزا أقصر من وقت حضانة كوفيد – 19، وطريقة العدوى هي نفسها من نواح كثيرة، فإن هذا يشير إلى تأثير هذه التدابير، في حين أن المناعة ضد كوفيد – 19  لن يكون لها تأثير على حصول الانفلونزا.”

من مسار قصير الأمد إلى مسار طويل الأمد

يرى معهد الدولة للأمصال أن الدنمارك الآن في طريقها إلى دخول الأسبوع الخامس، وأن هناك انتشارا واسعا لفيروس كورونا.  وهذا يدل عليه، من بين أمور أخرى، ازدياد النسبة الإيجابية في المراقبة الوطنية منذ التحول من استراتيجية الاحتواء إلى استراتيجية التخفيف في 12 مارس.

“في الوقت نفسه، هناك ميل لمنحنى الوباء وضغط العدوى نحو النزول. لذلك فمن المحتمل أن يكون مسار الوباء – لو تجاهلنا العوامل الأخرى – قد تحول من دورة قصيرة مدتها 12 أسبوعا إلى دورة أكثر امتدادا، حيث تكون الذروة أقل ارتفاعا. نحن، كما يقال بشكل شائع، نجد أنفسنا على المنحنى الأخضر وليس الأحمر”، يقول كوره ميلباك.

يوصي بإعادة فتح تدريجي

إذا تواصل الجهد الحالي لفترة طويلة، فإن معهد الدولة للأمصال يقدر أن من المحتمل أن يستمر الوباء بطريقة ضعيفة نسبيا. هذا يعني أيضا أن مخاطر تحميل نظام الرعاية الصحية أكثر من طاقته يتم تقليلها مقارنة بسيناريو شمال إيطاليا.

“وعلى عكس ذلك، إذا تقرر إلغاء جميع التدابير بعد 13 أبريل 2020، فإن ضغط العدوى سيزداد بشكل كبير. وفي هذه الحالة، نتوقع أن يتوسع الوباء مسببا تحديا كبيرا لنظام الرعاية الصحية. وسوف تكون هناك مخاطر كبيرة لتجاوز الطاقة المتوفرة لدينا للعلاج المكثف”، يقول كوره ميلباك.

بنظرة شاملة إلى الوضع يرى المعهد أن ضغط العدوى في الدنمارك الآن في مستوى يمكن عنده تبرير رفع أجزاء من القيود، وبدء إعادة فتح مسؤولة للبلد، خطوة فخطوة وبشكل مسيطر عليه. لكن هذا يتطلب أن يستمر الناس في إظهار الانضباط، وأن يحافظوا على وضع مسافة بينهم، ويلتزموا بالنظافة الجيدة، وإلا فإن المرء يجازف بجعل العدوى تخرج عن السيطرة.

المصدر: المعهد الوطني للأمصال ترجمة: د. عمر ظاهر

المحرر

مدير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock