التحرشات الجنسية بالأطفال
قد تكون بعض المعلومات الواردة فيه قديمة أو غير محدثة.
✏️ مقالات تهمك
بقلم: ندى عيتاني
كثر الحديث مؤخراً حول التحرشات الجنسية التي تعرض لها العديد من الأطفال والأولاد من قبل رجال الدين. وما زالت وسائل الإعلام في الدنمارك تتناقل أخباراً عن جرائم ترتكب بحق الأطفال في مختلف المراكز التعليمية بدءاً من دور الحضانة إلى المدارس الثانوية وحتى في النوادي الرياضية أو الترفيهية التثقيفية.
إنه بالفعل لأمر مقلق للغاية, بحيث أصبح الأهل بحالة قلق دائم على أطفالهم، وفي حالة حيرة بين رغبتهم في تنبيه أطفالهم لهذه الأمور حتى يتجنبون التعرض لها، وبين خشيتهم أن يؤثر ذلك على تعامل أطفالهم مع الآخرين وشعورهم بعدم الأمان.
كلنا يعلم بأن كل شيء جائز ولا أريد هنا أن استبق الأمور وأعمم بأن كل الأماكن التي سبق ذكرها تحتوي على نسبة من هؤلاء الأشخاص المضطربين نفسياً. ولكن الوقاية خير من ألف علاج. وعلينا نحن الأهل أن نقي أطفالنا من شر الذين قد يقومون بمثل هذه الأمور عبر تنبيههم بشكل بسيط وعفوي من خلال بعض الملاحظات من خلال التحدث إليهم، أو من خلال وضع النصائح والإرشادات التي يريد الأهل إيصالها إلى أطفالهم في قصة معينة أو في حكاية ما قبل النوم. طبعاً في قالب مقبول وغير مخيف. وبهذه الطريقة يأخذ الأطفال العبرة أو الفكرة العامة دون التعرض لخوض التجربة ودون توجيه الملاحظة المباشرة إليهم، بحيث لا ينشغل بال الطفل بهذه الملاحظة فتستدرجه إلى حب الاستطلاع والسؤال أو قد يخاف الطفل من التواجد مع الآخرين.
وهنا يبرز دور الأم الهام في هذا المجال من التوعية. وبناء على ذلك ، فإن طرح الملاحظة يكون مثلاً عندما تحضنين طفلك فتشيرين إلى أن هذه الطريقة للتعبير عن الحب هي فقط لك ولوالده. وفي مثال أخر حينما يرتدون بعض الملابس القصيرة في البيت ويجلسون في طريقة غير لائقة، فيجب الإشارة هنا إلى أن هذه الملابس وهذه الطريقة في الجلوس هي في البيت فقط ولا يجب على أحد أن يراهم على هذا النحو.
كذلك يجب أن يتعلم الطفل خصوصية جسمه وأنه غير مسموح لأحد أن يلمسه بطريقة تضايقه. ويجب التركيز على كلمة “لا أحد” لأن للأسف هناك الكثير من حالات التحرش تقام من قبل المقربين أو أحد أفراد العائلة.
أيضاً علينا أن نعلم الطفل بعض أساليب الدفاع عن النفس، ومنها مثلاً الصراخ بقوة إذا تعرض لموقف ما مثل لمس الجسم أو رغبة أحدهم في تقييده.
أنا لا أدعو إلى حالة الإستنفار، بل أخذ الحيطة واجب، والأهم من كل ذلك هو التواصل والحديث والحوار الدائم مع الأطفال وبشكل يومي والسؤال عن كل الأمور التي حدثت معهم خلال اليوم لكي تبنى علاقة وثيقة معهم عنوانها الثقة والمحبة وعندما تبنى هذه العلاقة يسارع الأطفال إلى إخبار الأهل بكل ما حدث معهم خلال اليوم.
تنوه أخبار الدنمارك إلى أنه تم نشر هذا المقال في العدد السادس من جريدة أخبار الدنمارك والصادر في شهر مايو 2010.