في ذكرى رحيل غسان كنفاني.. تعرف على أرملته الدنماركية التي أصرت على مواصلة مشواره بطريقتها

يتذكر ملايين الأحرار في بداية تموز من كل عام ذكرى رحيل المناضل والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اغتيل في العاصمة اللبنانية بيروت قبل 51 عاما وبقيت كلماته ومؤلفاته تتصدر اهتمامات جميع أطياف الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا، وكذلك بقيت زوجته الدنماركية أني هوفر كنفاني، تواصل مسيرته في دعم صمود الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات. في هذه المقالة سنتعرف بشكل أكبر على هذه الشابة الدنماركية التي اختارت منذ عام 1960 أن تساهم في دعم الشعب الفلسطيني.

ولدت أني هوفر Anni Høver  في منطقة فالبي (Valby) في العاصمة كوبنهاجن في عام 1936 وبعد أن أنهت دراستها في كلية التربية في العاصمة كوبنهاجن شاركت في بداية ستينيات  القرن الماضي في مؤتمر أكاديمي في جمهورية يوغسلافيا وتعرفت على هامش المؤتمر على الوفد الفلسطيني وتعاطفت مع القضية الفلسطينية.

بعد المؤتمر قررت الشابة أني هوفر التوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت وتعرفت خلال زيارتها على الصحفي الفلسطيني غسان كنفاني وفي أكثر من حوار صحفي قالت أني أن صاحب رواية “عائد إلى حيفا” عرض عليها الزواج بعد أسبوعين من تعارفهما ثم تزوجا فى نوفمبر 1961 وأنجبا ابنهما الأول، فايز في العام التالي.

رجال في الشمس… أول هدية

وفى حوار صحفي معها قالت آنى عن حياتهما الزوجية مع غسان كنفاني إنها “استندت إلى الثقة، والاحترام، والحب، ولهذا، كانت على الدوام مهمة، جميلة، قوية”.

وعن طبيعة العلاقة بين زوجين من خلفية ثقافية مختلفة، فهو رجل شرقي وهي امرأة غربية فقالت “كان يقول لي لكِ حريتك بشرط ألا تؤذى مشاعري ولى حريتي شرط ألا أؤذى مشاعرك”.

وأضافت أني التي مازلت مرتبطة بالعمل التضامني الفلسطيني:” منذ الأيام الأولى للقائي بغسان، أحسست بأنني إزاء إنسان غير عادي. وتطورت علاقتنا من خلال القضية الفلسطينية إلى علاقة شخصية، ورغم وضعه الذي لا يبعث على الأمان فغسان الفلسطيني لم يكن يملك جواز سفر، ولا مالاً، وكان يعاني فوق ذلك من مرض لا شفاء منه هو السكري ، فإننا ما لبثنا أن اكتشفنا أن الموت وحده سوف يكون قادراً على تفريق الواحد منّا عن الآخر.

وشرعت بالتدريس في روضة للأطفال. وما هو إلا شهر على وصولي إلى لبنان حتى تزوجنا ولم يندم أي منّا على ذلك وكان لنا كمعظم الفلسطينيين الآخرين، مصاعبنا، الاقتصادية وغير الاقتصادية. وفي كانون الأول عام 1962 أضحى الوضع السياسي شديد الاهتزاز، فكان على غسان أن يبقى مختبئا في المنزل لفترة تزيد عن الشهر، وذلك لافتقاره إلى الأوراق الرسمية. وأثناء هذه الفترة، كتب رواية رجال في الشمس التي طار صيتها في معظم أرجاء العالم العربي، وأهداها إليّ.

وتم اغتيال غسان كنفاني في العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1972.

مواصلة المشوار.. بطريقتها

وتدير السيدة أني كنفاني إلى يومنا هذا مؤسسة خيرية تهدف للرعاية بالأطفال الفلسطينيين في مخيمات لبنان، حيث تملك المؤسسة 8 مراكز تعليمية و2 رياض للأطفال وتنظم عشرات النشاطات الاجتماعية للأطفال وعائلاتهم. وكذلك قامت بتأسيس جمعية في الدنمارك تحمل اسم زوجها الراحل وتتلقى من وقت إلى آخر انتقادات كبيرة من وسائل إعلامية وأحزاب سياسية مختلفة بسبب نشاطها في دعم الأطفال الفلسطينيين.

السيدة أني كنفاني والتي تبلغ من العمر 87 عاما اليوم تصر على مواصلة مشورها بالرغم من التقدم في العمر وتتنقل بين الدنمارك ولبنان بهدف الإشراف ومتابعة عمل المراكز التابعة للمؤسسة التي تحمل اسم الراحل غسان كنفاني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock