الحُب هالحرفين مِش أكثر
قد تكون بعض المعلومات الواردة فيه قديمة أو غير محدثة.
✏️ مقالات تهمك
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
مَن منا لم يطرب على أغنية الفنان العربي وديع الصافي «الحُب هالحرفين مِش أكثر»؟ ومن منا لم يقرأ بيت الشعر هذا بحق الأمهات؟
الجواب: بالتأكيد أغلبنا، لكن أين تصرفات بعض الناس من هذا الشعور الذي منحه الله لكل الكائنات الحية، بل حتى النباتات والحشائش يحن بعضها على بعض.
استلمت عدة رسائل من بعض القراء واتصالات هاتفية، كان آخرها من سيدة فاضلة ه. خ.، أبدت إعجابها بموضوعات بقعة ضوء واقترحت عليّ أن أدعو إلى تأسيس «مركز للمعرفة يتعلم فيه الناس الحب والتعاون والثقة ببعض وضرورة تعلم أهمية الوجود، وكيف نتعامل نحن البشر مع بعض، وعلاقة الإنسان بالإنسان. يجب أن تكون الحياة والدنيا مليئة بالحب والخير والعطاء، وأن يكون الإنسان صادقا مع الآخرين».
وقالت والحديث لا يزال للسيدة ه. خ. «من الضروري أن تتعلم النساء بالذات فن التعامل مع الآخرين، وإن هذا يعتبر تعليما بحد ذاته يجدر بالمرء أن يدرسه ويأخذ شهادة به. على النساء أن يأخذن شهادات بفن التعامل مع الآخرين».
هذا هو مختصر مفيد ما قالته هذه المخلوقة المتحمسة المتحرقة على الجالية العربية والمسلمة.
لكن قد يقول قائل متهكما ساخرا: وما الجديد في هذا؟ هذه أمور يعرفها الجميع.
وفي الحقيقة إني طرحت هذا التساؤل عليها مستفزا إياها فأجابت بفطنة وقلب محروق: «صحيح، طيب لماذا يختلفون ويتخاصمون على أتفه الأسباب والأمور الصغيرة؟ أو يغتابون الآخرين بسهوله، وينكرون الجميل بحيث فعلاً ينطبق عليهم المثل «إتق شرّ من أحسنت إليه» أو يتضايقون من الشخص الناجح ويغارون منه بدلا من أن يكون حافزا لهم».
قد تكون هذه الكلمات بسيطةً لكنها حقيقية وعميقة وضرورية وجوهرية نحن بأمس الحاجة إليها، ولو كانت متوفرة في أغلب الأشخاص لتمكنوا من العيش بهناء وراحة نفسية واطمئنان بين الأصدقاء والخلان.
هل هناك ما يمنع هذه السيدة مثلا أن تجمع عددا من النسوة لتناقش تأسيس «مركز المعرفة» معهن؟
طرحت هذا السؤال على امرأة أخرى، فأجابتني على الفور ساخرة: «هذا الشيء صعب أو مستحيل، واحده تجر بالعرض والأخرى بالطول».
وعندما جربت أن أعرف السبب حصلت على إجابات مؤلمة مثل:
«مافي محبة بينهم، ماكو ثقة بين الناس، كلهم يغارون من بعض ويتصارعون على المناصب، كل واحده فيهن تريد تصير هي المسؤوله، ماكو وقت، مافي جلاده لهاي الأمور، خلينا بعيدين وسعيدين، إبعد عن الشر وغنيله، الباب اللي يجيك منها ريح سدها واستريح، خليهم يلهفوا الفلوس، إحنا ما بدنا نلهف فلوس حرام» وإلخ.
وقالت لي سيدة أخرى «أرجو من الرجال أن لا يتصوروا أن ظاهرة «الزعامات» لاتشملهم، فهؤلاء كل يوم يؤسسون جمعية أو اتحادات».
ورغم أني متفائل بطبيعتي وأن الدنيا ليست بهذه الصورة القاتمة إلا أني اكتشفت بعد كل هذه الاستفسارات أن الأخت ه. خ. محقة في آرائها، وأننا يجب أن نعمل كثيرا بين النساء بالذات لأنهن أمهات والجنة تحت أقدامهن وقال فيهن الشاعر:
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الدنمارك بلد الجمعيات والعمل الطوعي حيث تستطيع أي مجموعة صغيرة أن تؤسس لنفسها اتحاداً. كذلك يمكن لأي مجموعة تتكون من اثني عشر شخصاً مثلا الاتفاق على الحصول على مادة دراسية بما فيها «فن التعامل مع الآخرين» كما قالت السيدة هـ.خ.، التي أدعوها من هنا أن تطلب هذا الأمر من مراكز النساء المغتربات مثلا في مناطق سكنهم.
كلنا بحاجة إلى «فن التعامل مع الآخرين» و»مدرسة الحب» لأننا مختلفون في صفاتنا وسلوكنا لكننا متشابهون في غريزة الحب، الذي لم نتقنه بعد.